|
|
|
|
صيام ست من شوال.. أيام قليلة وأجور وفيرة |
|
|
2015-07-15 12:35
|
|
|
سن لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر شوال، صيام ستة أيام، وقد وعد من فعل هذا
الأمر وصام هذه الأيام بالأجر الجزيل في الدنيا والآخرة ورتب عليها من الأجور ما
يعجز عن وصفه الواصفون، وهذا من فضل الله وكرمه علينا، نحن أمة محمد عليه الصلاة
والسلام أعمارنا قصيرة لكن أعمالنا كثيرة وأجورها وفيرة، والسعيد والموفق من وفقه
الله لاغتنام هذه الفرصة وصيام هذه الأيام القليلة قبل فوات الأوان، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم
وغيره، قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء وإنما كان كصيام الدهر، لأن
الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.. . تبدأ صيام الست من شوال من ثاني أيام العيد وتنتهي
بنهاية الشهر، ولا فرق في أن تصام هذه الأيام مفرقة خلال شهر شوال أو متتالية خلف
بعضها، فالأمر واسع والأجر سواء.. لكن ينبغي للمسلم المسارعة في الخيرات والمسابقة
إلى الأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله تعالى، قال تعالى وسارعوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين آل عمران، وقوله تعالى سابقوا إلى
مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك
فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الحديد. يقول الحافظ ابن رجب إن صيام ستة أيام من شوال
يستكمل بها أجر صيام الدهر كله، وصيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة
المفروضة وبعدها، فيكمل المسلم بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض
تكمل بالنوافل يوم القيامة، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، لذلك يحتاج إلى
ما يجبره من الأعمال، ومعاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان،
فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده.
…………..
أمة شوال
..؟
بعد
رمضان استقبلنا شوال، وهو شهر العمل أهم عبادة في الإسلام، لكن بكل أسف انتقلنا من
الجد الديني إلى الكسل الدنيوي، عادة ما يطلق على المسلمين تسمية أمة رمضان أو أمة
الصيام ، وذلك لتفرد المسلمين بهذه العبادة التي فضل الله أن تكون له من بين سائر
عمل العبا، ورغم أن بعض الأمم السابقة كانت تصوم بنص القرآن الكريم رغم اختلاف
كيفية الصيام، إلا أنه في الوقت الراهن فإن المسلمين وحدهم يتميزون عن غيرهم بهذه
العبادة. لم أرغب في إثارة هذا الموضوع بعد توديع شهر الصيام لكن أرغب في
الإشارة إلى أن غالبية المسلمين كانوا جادين فعلا في القيام بهذه العبادة الروحية
مثلما التزموا أيضا بآداء فريضة الصلاة في الأوقات المحددة لها فضلا عن الصدقات
والتضامن والتعاطف الذي ساد بين أفراد الأمة. غادرنا رمضان وحل بيننا شوال، والمفروض أن يواصل
المسلمون جدهم واجتهادهم على طريقة رمضان الكريم، مع الفارق أنه خلال رمضان كان
هناك التزام ديني روحي، ويفترض أن ننتقل من الالتزام العبادات إلى الجد في العمل
والمعاملات، والعمل هو عبادة بنصوص دينية عديدة، وقد ورد فيه من النصوص ما لم يرد
بخصوص الصيام ورمضان، وهو العبادة التي فشلنا فيها كمسلمين فشلا ذريعا، بدليل أننا
نتصدر ذيل الترتيب ضمن الأمم المختلفة. فلماذا يجد المسلمون ويجتهدون في العبادات
الروحية مثل الصيام ويتحولون إلى كسالى شهر شوال، وهو شهر العبادة الدنيوية ؟
مثلما صح فينا الوصف أو التسمية أمة الصيام ، فإنه يصح فينا اسم أمة شوال ، لكن يا
للأسف أمة شوال ليست أمة العمل .. إنها أمة الكسل .. ويستحيل على أمة كسولة أن
تحقق الوثبة الحضارية المنشودة، فلا يوجد مفكر واحد في الحضارة والنهضة لا يربط
النهضة والحضارة بالعمل، منهم المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمة الله عليه، فلا
نهضة حسبه بدون عمل وإيمان بقيمة العمل والهدف المنشود الذي نصبو إليه، أروني
بالله عليكم من تقدم وتطور في أي مجال من مجالات الحياة بدون عمل.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|